أخبار عاجلة

فضل القرآن وأهميته

القرآن الكريم هو كلام الله المنزّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجز بلفظه و معناه، المتعبد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس.  

وهذا الذي اصطلح عليه معظم العلماء.

بعد تعريفنا للقرآن الكريم يجب أن نتجه صوب الفضل والأهمية، وقد بين الله سبحانه فضل القرآن فوصفه بأوصاف عديدة تدل على عظيم فضله وعلو منزلته.

  • قال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} الشورى 52

والروح بها الحياة.

  • قال تعالى: {جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ} المائدة 15/16

والنور به الإبصار.

  • قال تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} الاسراء 9

فهو الهادي إلى سبيل الرشاد.

  • قال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} فصلت 44 فهو شفاء.
  • قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} فصلت 41/42   

       فهو كتاب الحق الذي لا يعتريه باطل.

  • قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴿٢٩﴾} فاطر 29

فقد جعل الله لتلاوة القرآن فضلا كبيرا فهي سنة ووسيلة لفهم كتاب الله والعمل به. 

وكما ظهر وبرز فضل القرآن وتلاوته في آيات الذكر الحكيم، ظهر ذلك أيضا في السنة النبوية الشريفة فنبي الرحمة عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم كان خلقه القرآن وحثنا على أن نكون كذلك لما لفضله وأهميته في حياة المسلم بجميع جوانبها.

  • روى مسلم عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه.
  • روى أبو داوود والنسائي والترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ

هذه الأحاديث وغيرها كثير يبين فضل تلاوة القرآن ومنزلته ومكانته التي بجب أن يكون عليها في حياتنا.

فما هي جوانب حياتنا التي يظهر تأثير القرآن وأهميته فيها؟

رغم أنها كثيرة إلا أنني اخترت بعضها نظرا لأهميتها.

الجانب الروحي والنفسي:

يسعى الإنسان في هذه الدنيا طلبا للسلام والسكينة والسعادة وتجنب المشاكل وأزمات الحياة ولم يترك لنا ديننا فراغا وإنما وضع لنا حلولا ومنهاجا إذا اتبعناه فلا نضل ولا نشقى، فالسعادة والسكينة التي يبحث عنها الإنسان سيجدها في كتاب الله العزيز الحكيم.

قال الله تعالى: {طه ﴿١﴾ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢﴾ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ ﴿٣﴾ تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ﴿٤﴾} طه 1/2/3/4

إذن فسعادتنا فيه وبه وقد أنزل الله آيات بينات ثَبُتَ بالتجربة أنها تُضفي على سامعها أو قارئها سكينة نفسية وسلاما روحيا وقد سميت بآيات السكينة وهي:

  1. قال تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿٢٤٨﴾} البقرة 248
  2. قال تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿٢٦﴾} التوبة 26
  3. قال تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٤٠﴾} التوبة 40
  4. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿٤﴾} الفتح 4
  5. قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿١٨﴾} الفتح 18
  6. قال تعالى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٢٦﴾} الفتح 26  

وهنا تكمن أهمية قراءة القرآن الكريم لتحسين الحالة النفسية وتعزيز الجانب الروحي وتقريب الإنسان من خالقه وزيادة يقينه بالله عز وجل.

الجانب الصحي:

الصحة أعز ما يملك الإنسان وهي تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، هؤلاء المرضى الذين يسعون بكل الطرق بحثا عن الصحة لكن هل بحثنا عنها في القرآن؟

إن محاولة علاج الإنسان بالقرآن لا تحتاج إلى وسيط وإنما قراءته وترتيله بيقين أن الشافي هو الله سيجعل الإنسان في غنى عمن يقرأ له القرآن ليشف.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم ومن تبعهم تداويهم بالقرآن الكريم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي الحسن والحسين بالمعوذات وكان ينفث في يديه ويمسح بهما، كما ثبت عن السلف الصالح أنهم كانوا يقرؤون القرآن على الماء ويشربونه طلبا للشفاء من الله عز وجل.

وقد ذكر الباحث والعالم الياباني مسارو ايموتو مؤلف كتاب رسائل من الماء ورئيس معهد هادو للبحوث العلمية في طوكيو أن البسملة والقرآن الكريم لهما تأثير كبير على تشكل بلورات من الماء لها تصميم رمزي غاية في الصفاء والنقاء، وأشار إلى أن ذاكرة الماء هي صورة من صور الطاقة الكامنة التي تمكنه من السمع والرؤية والشعور والانفعال واختزان المعلومات ونقلها والتأثر بها إلى جانب تأثيرها في تقوية مناعة الإنسان وأيضا علاجه من الأمراض العضوية والنفسية.

وبذلك فقد أثبت العلم صحة نظرية التداوي بالماء المقروء عليه بالكلام الايجابي فما بالك إذا كان هذا الكلام كلام الله العزيز الحكيم، ويكون ذلك بنية الشفاء وبيقين أن الشافي هو الله من دون اللجوء إلى وسطاء، فنحن لا نحتاج إلى وسيط وإنما نحتاج إلى يقين.

وقد ذكر الله كلمة الشفاء أو ما اشتق منها في ست آيات من القرآن الكريم وهي:

  1. قال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ﴿١٤﴾} التوبة 14
  2. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٧﴾} يونس 57
  3. قال تعالى: {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٦٩﴾} النحل 69
  4. قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴿٨٢﴾} الإسراء 82
  5. قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴿٨٠﴾} الشعراء 80
  6. قال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٤٤﴾} فصلت 44

الجانب الدنيوي:

ذكرنا فضل القرآن الكريم وجزاء تلاوته في الآخرة فهو شفيع لصاحبه وعطاء الله جزيل لحامله وقارئه حتى وإن كان عليه شاق.

لكن هل هناك جزاء في الدنيا؟؟؟

نعم إن من عظيم عطاء الله أن بركات القرآن تكون في الدنيا قبل الآخرة، قال القرطبي: من قرأ القرآن مُتع بعقله وإن بلغ مائة.

إنها بركة القرآن في الدنيا والبركة هي الخير الكثير الثابت وتكون في العمر والوقت والصحة والذرية وغيرها وتكون بالقرآن ومن القرآن كما تكون بغيره.

قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٦﴾} الأعراف 96

وبركات القرآن عظيمة وشاملة فبه أعزنا الله وفتحنا مشارق الأرض ومغاربها.

 قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿١٦٤﴾} آل عمران 164

وما رأيناه في الحضارة الإسلامية في الأندلس شاهد على أن بركة القرآن بحفظه ودراسته جعلت من المسلمين سادة في كل المجالات وما سيادتهم هذه إلا لفهمهم الحقيقي لمقاصد القرآن وتطبيقهم لما جاء فيه ونُذكِّر {طه ﴿١﴾ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢﴾} طه 1/2

فبنوا للعالم حضارة مازالت آثارها شاهدة إلى يومنا هذا، أثرت في جميع الحضارات التي جاءت بعدها.

فإذا أردت الآخرة فعليك بالقرآن

وإذا أردت الدنيا فعليك بالقرآن

ونسأل الله أن يعطينا الدنيا والآخرة بالقرآن

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿٢٠١﴾} البقرة 201

لكن بعد معرفتنا لفضل القرآن وأهميته في حياتنا، كيف نتعامل معه؟؟؟

هذا ما سنجيب عليه في المقال القادم بإذن الله.      انتظرونا

تقييم المستخدمون: 4.2 ( 1 أصوات)

شاهد أيضاً

لماذا القرآن ؟

لماذا القرآن ؟ سؤال تبادر إلى ذهني حين أردت الكتابة. لا يختلف اثنان على أن …

اترك تعليقاً

error: الطباعة أو النسخ غير متوفرين